الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
الحديث الموضوع
والكذِبُ المختلَقُ المصنُوعُ | عَلَى النبي فذلِكَ الموْضوعُ |
قوله: (والكذب المختلق المصنوع...على النبي فذلك الموضوع).
(الموضوع):
![لمزيد من الفائدة انظر الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للمحدث أحمد شاكر رحمه الله مبحث الموضوع، النوع الحادي والعشرون 1/237.](/site/books.png)
أسباب وضع الأحاديث:
والواضعون للحديث أصناف فهناك أُناس ضعافُ الدِّين وضعوا أحاديث انتصارا للمذاهب، كما روي أن رجلا حنفيا أراد أن يرفع من قدر إمامهم أبي حنيفة اسم> ويضع من قدر الشافعي محمد بن إدريس اسم> -رحمه الله- فاختلق حديثا بلفظ: يكون في أُمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أُمتي من إبليس، ويكون في أُمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أُمتي
![أخرجه الجورقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير رقم 266، وابن الجوزي في الموضوعات 2/28، وقال: موضوع لعن الله واضعه. قال الشوكاني: هو موضوع وفي إسناده وضاعان، مأمون بن أحمد السلمي، وأحمد بن عبد الله الجويباري، والواضع له أحدهما هـ. الفوائد المجموعة ص420.](/site/books.png)
![الكامل لابن عدي 3/1271 والمجروحون لابن حبان 1/266ـ، والموضوعات لابن الجوزي 1/223.](/site/books.png)
وقد يكون مما يدل عليه قرائن الحال، ففي مجلس من المجالس اختلفوا مرة فقال بعضهم: سمع الحسن اسم> من أبي هريرة اسم> فأنكره بعضهم، فكان بينهم واحد من الوضَّاعين فَرَكَّبَ له إسنادا وفيه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمع الحسن اسم> من أبي هريرة اسم> )
![انظر فتح المغيث للسخاوي 1/314، والنكت على مقدمة ابن الصلاح لابن حجر 2/842.](/site/books.png)
وقد يكون بعض من يضع الأحاديث يريد التَّقَرُّبَ بها إلى الملوك، كما ذكروا أن أحد الوضَّاعين دخل على المهدي اسم> وإذا المهدي اسم> -وهو خليفة- يلعب الحمام، يُطَيِّرُهُ من هنا، ويقع هنا، فيعجبه طيرانه من هنا ومن هنا، فيقول: إذا سبقت الحمامة الفلانية أو التي لونها كذا فَعَلَيَّ كذا، فأراد الوَضَّاعُ أن يفتري حديثا يقوِّي فعل المهدي اسم> فروى حديثا فيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا سَبَق إلا في نَصل أو خُفٍ أو حافرٍ أو جناح فكلمة جناح زادها كذبا من قِبَل نفسه، يريد بذلك الجائزة وقد أعطاه عشرة آلاف درهم، فلما خرج قال المهدي: اسم> أشهد أن قفاك قفا كذاب، ثم قال المهدي اسم> أنا الذي حملته على الكذب، ثم أمر بالحمام فذُبح
![لقد أمر بذبحها لكنه أعطاه عشرة آلاف درهم وكان عليه -كما قال الدكتور السباعي- أن يؤدب هذا الكذاب لا أن يمنحه عشرة آلاف فيعاقب البريء بالذبح ويثيب الكذاب بالعطاء نعم قال له بعد أن ولَّى أشهد أن قفاك كذاب لكن هذا القول لا يكفي!! (السنة للدكتور مصطفى السباعي ص88-89، وانظر أصول الحديث للدكتور محمد عجاج الخطيب ص454-455).](/site/books.png)
وهناك من يكذب احتسابا كما رُوِيَ أن بعض القصاص ونحوهم يضعون على الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث في فضل السنة، وفي فضائل الأعمال وما أشبهها، فقيل لهم: كيف والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![هذا الحديث متواتر جمع طرقه الحافظ الطبراني في جزء لطيف وقد طبع بتحقيق الشيخ علي حسن عبد الحميد وآخر. وانظر نظم المتناثر للكتاني ص28.](/site/books.png)
وهذا آخر الكلام على هذه المنظومة:
وقد أتتْ كالجَوْهَرِ المكْنُــــــونِ | سمَّيتُها منظـــُومَةَ البَيْقـُوني |
فوقَ الثلاثينَ بأَربَعٍ أَتـــــــت | أَبياتُها ثُمَّ بخَيرٍ خُتــــــِمَت |
مسألة>